سؤال من دون جواب .من أجل فلسطين

هناك الأقصى والقيامة
هناك الصليب والعمامة
بالقرب منهما قريتي
وطني
ها هو أراه بعين الضنى
بين الحر والرمال
بين الحقيقة والمحال
أهذه قريتي بلدي
أم هذا سراب
أم وهن أم هذا خيال
أيقظوني ولا تسلموني للأحلام
لا تدخلوني معتقلا منسوجا من جماجم الأوهام
أيقظوني
فبالحلم أقاتل أجاهد أناضل
أنما بطل الأحلام
وفي اليقظة أنا صنم لا ينام
أنقذوني ولا تيقظوا وسادتي
أنقذوني وارأفوا بفراشي المثقوب
وغطائي الهش
وسقفي المقلوب
وإياكم ومنبهي المممنوعور
من النكبة
منذ عصور
أنقذوني ولا تيقظوا خيمتي
التي تلوح مع الرياح
بلا فرامل ولا جماح
أيقظوني وإياكم أن تيقظوا الصباح
دعوه نائما
للأعياد
للأولاد
للتاريخ
للأمجاد
دعوه نائما
وليعلو شخيره عنان السماء
فنومه يقظته سواء
دعوه نائما
فلا أريد لخيمتي عداد ماء
ولا أعمدة ذهبية
ولا نوافذ سحرية ولا كهرباء
فأنتم من اصطنعتم الداء
وأنتم من سيجلب الدواء
أريد من السماء أن تمطر ألعابا للأطفال
أريد منها أن تسلح الأبطال
وأن يصبح الليمون في قريتي كالتراب
وليتناسل الأنذال بالبيوض كالذباب
وليصبح الأولاد أبطال
في قريتي كان الرجال جبال
والشيوخ منابر
وكان الهوان محال
أريد علما لفلسطين يرفرف فوق القدس
بين الغد والأمس
ولو من خيال
أريد لخيمتي أن ترقد
أريد أوتادا
بساطا وحبال
أريد من صلاح الدين أن يحرر أورشليم مجددا
أريد حفيدا له واو من خيال
أريد من أيوب
ألا يغادر قمم الجبال
أريد واقعا رحيم
ابنا لتلك الثكلى
ووالدا لذلك اليتيم
ولينعم الشهداء بالنعيم
وليذهب الأنذال
وليخسأ الرجيم
إلى النار بالإعصار
إلى الجحيم
وليبدل الله للأنذال الجلود في النار
وليكتب الخلود للثوار
ويزين حقي المشروع بالكفاح
بأكاليل الإصرار
ولتنته قصة العذاب
فهناك خلف الشيخ كانت قريتي
ومن بين القدور كانت حلتي
سلبها الكلاب
أعواد ثقاب
أطفال جياع ونساء
وشوخ وأشباح وعقاب
سيوف وحراب
دمار وخراب
هل سنعود ؟
سؤال من دون جواب
ومن أجل الجواب
سأقص عليكم حكاية الغراب والعقاب
فلا تبدوا للقصة أي استغراب


" من أغلق الباب والنوافذ في وجه الذباب "
هكذا صاح الغراب
عسكر الذباب خلف الباب
يسأل الغراب عن الأسباب ولا جواب
" ما الأسباب "
سأل الغراب العقاب
فرد العقاب السؤال بالجواب
" الباب للأصحاب للأحباب لأخوة التراب "
تعجب الغراب من الجواب
فخلع النقاب
ورمى الكتاب
وسمم الحراس والحجاب
وكتب عند العراف حجابا للعقاب
وبينما بدأ تأثير الحجاب على العقاب
سرق الغراب من العقاب مفتاح الباب
وأدخل الذباب من الباب
استوطن الذباب التراب
والعقاب تحت تاثير الحجاب
صار الذباب بعوضا
والبعوض ألعن من الذباب
فنظم على الغراب انقلاب
ولوهنة بات الغراب تحت حكم الكلاب
والغراب والعقاب باستغراب
فقد صار الكلاب كالتراب
تساءل الغراب
" أهذا واقع أم هذا سراب ؟ "
الغراب لم يجد الجواب
وبعدها تقرب الغراب من الكلاب
وبعد أن سرق مفتاح الباب
قرر أن يسلمه للكلاب
فرح الكلاب
بقرار الغراب
وأبدوا له الإعجاب
واقترحوا على الغراب
أن يبعدوا العقاب وأن يتقاسموا التراب
وذلك مقابل جراب
فكر الغراب
ونظر للعقاب
الذي ما زال تحت تأثير الحجاب
فما كان رأي الغراب إلا الإيجاب
فوافق الغراب
أن يتقاسم التراب مع الكلاب
وتجاهل الغراب العقاب
سيطر الكلاب على التراب
وشيدوا سورا للسحاب
ومنعوا الغراب
من الوصول للمحراب
من القباب
انبهت الغراب
بهذا الخراب
وأصابه اكتئاب
أما بشأن العقاب
فاستعان الكلاب بالذئاب
ليرسلوا لهم حراب
وبالطبع استجاب الذئاب
أدار الكلاب الحراب
نحو العقاب
وبالرغم من أنه تحت تأثير الحجاب
اتهم الكلاب العقاب بالإرهاب
أحس الغراب بخدعة الكلاب
فقد باعهم التراب
بقليل مال في الجراب
صرخ الغراب يا كلاب
وبلغ صريخه السحاب
فأفاق العقاب
وزال عن العقاب الحجاب
تراجع السراب
تفقد العقاب مفتاح الباب
نظر للأسفل باحثا عن التراب
فلم يجد التراب
" أين التراب "
لقد باع الغراب التراب
" أين الغراب "
سأل العقاب الكلاب
سؤال جعل السؤال جواب
فأصاب الكلاب الاستغراب
" هل انتهى تأثير الحجاب "
" اللعنة اللعنة على الغراب "
أثار غضب الغراب السباب
ولكن ما يفيد غضب الغراب
طلب الكلاب من الغراب
أن يعيد تأثير الحجاب على العقاب
فكر الغراب
ووافق ليبعد عقاب العقاب للغراب
فما كان من الغراب لطلب الكلاب أن استجاب

فبحث عن العراف ولم يجد سوى الخراب
قد قتل الكلاب العراف والشجر والحجر
وهم من أفسدوا الحجاب
لم يفلح الغراب
أن يعيد الحجاب على العقاب
فأخبر الكلاب
ومن فوق السحاب
العقاب باستغراب
" أين التراب أين الذباب
ما كل هذا الكم من الكلاب "
أسئلة ليس لها جواب
أثارت الخوف في قلوب الكلاب
فأدارت الكلاب الحراب نحو العقاب
والغراب خائفا على الجراب
أما العقاب
سينطلق من حفنة التراب
ويلقن درس الكفاح للكلاب
ويعيدهم خلف الباب ذباب
ويعيد التراب
والمحراب
والقباب
ويطرد الكلاب
وليدفن الغراب مع الجراب
ولينته العذاب
والخراب
وليعرف الجميع ان لكل سؤال جواب
الا سؤال متى سنعود ؟
فالجواب سؤالا آخر

متى يموت الغراب ؟